هي نظرات في كتاب الله الحكيم. وهي نظراتُ مخلوقٍ محدود العلم ينظر في كتاب الخالق مطلق العلم، وهي نظراتُ من يؤمن بأنّ فهم السلف لا يُعفي الخلف من مسئولياتهم تجاه هذا الكتاب العزيز. وهي نظرات من يؤمن بأنّ أعظم الخلق فهماً لا يُحيط بشيء من العلم إلا بما شاء الله.
هي محاولة لإعادة النظر في تفسير بعض الآيات الكريمة، لعلمنا أنّ ما جاء فيها من تفسير لم يشف الغليل. ولا نزعم أنّ ما نقدّمه من نظرات يُغني السائلين ويُقرّ أعين الناظرين، ولكن يكفينا أن نثير لدى المسلم الواعي الدافعيّة إلى إعادة النظر في تفسير كتاب الله الحكيم، وإكمال مسيرة المفسّرين الكرام من السلف والخلف الصالح.
القرآن الكريم كتاب عزيز، وهذا يعني ضرورة أن نعيد النظر فيه وأن نكرر. ولا نخشى عليه من قصور المتدبّرين، لأنّه كفيل بتصحيح الأفكار وتقويم الأفهام. أمّا أولئك الذين يَتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فإنّهم لا يَخْفَون
َ على أهل الصدق والإخلاص، وهم فتنة لا بُدّ منها في كل عصر، تتشرّبها القلوب المفتونة. أما القلوب الزكيّة فلا يضرّها فتنة بإذن الله تعالى.
يُستهلّ الكتاب بمقال حول القرآن الكريم ومنهجيّة التفكير. وقد حرصنا على أن تتضمّن المقالات الأخرى مناقشات لبعض الآيات الكريمة بهدف طرح تدريبات منهجيّة تساعد في التعامل مع النص الكريم. ونتوقّع أن يلمس القارئ فائدة هذه المنهجيّة من خلال ما يُطرح من معانٍ جديدة تتجلّى كثمرةٍ من ثمار هذه المنهجيّة.
لم نقصد أن تكون هذه النظرات تفسيراً تفصيليّاً للآيات الكريمة، كما هو الأمر في كتب التفسير، ولكنّها نظرات صيغت بعبارات قصيرة وسريعة، تحتاج إلى توقّف وتأمّل. أمّا أولئك الذين لا يملكون معرفة قرآنية مناسبة فقد يجدون صعوبة في فهم بعض المقالات، عندها ننصح بالرجوع إلى بعض كتب التفسير المبسّطة، فإنّ ذلك يساعد في الفهم المنشود.
هي نظرات نأمل أن تُضيف في التفسير، واللغة، والتاريخ، والاجتماع، والنفس، وطرائق البحث والاستنباط، ومنهجيّة التفكير.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق